كشفت مباراة المنتخب الوطني أمام نظيره الجزائري العديد من الحقائق التي ربما لم يلتفت إليها أحد أو مرت عليه مرور الكرام وتجاهلها لمن قصد أو آثر السلامة بعدم الدخول فيها تجنبا لاستفزاز الآخر‏
يلمس المتابع للاستديو التحليلي لمباراة منتخبنا الوطني أمام الجزئر في المربع الذهبي لامم انجولا‏2010‏ بعد الشواهد التي تكشف عن حجم التقليل من الانجاز المصري ومحاولة انصار المنافس التقليل منه مع استسلام مؤيدي الفريق الفائز ليس خوفا ولكن هي الشخصية المصرية التي غالبا ما تحترم منافسها‏.‏
الا ان جورج ويا النجم الليبيري الكبير وضع الجميع في حرج بالغ وهو يتحدث بصراحة عن الفريق المصري وبصوت عال عندما قال أنه هو الفريق الاجدر والاحق بالفوز علي الجزائر مستندا علي مشوار الفريق الناجح واسلوبه الرائع وجماعية ادائه مثنيا علي التزام لاعبيه داخل الملعب واحترامهم لقرارات الحكم رافضا أن يغمض عينه عن العنف الجزائري الذي تجاهله المحللون في الاستديو ولم يشيروا له من قريب أو من بعيد‏,‏ وكأن هذا الخروج علي الاخلاق أمر لا يعني كل من يشاهد المباراة ولم يكن مثار تعليق رغم محاولات البعض داخل الاستوديو التقليل من الهزيمة وأن الفريق المصري استغل النقص العددي‏,‏ ولكن ماذا لو حدث العكس هل كانت ردة الفعل ستكون بهذه الصورة؟
أحرج جورج ويا كل من كان في الاستديو بمن فيهم الثنائي المصري وتحدث بجرأة عن سحرة أفريقيا ولم يخش شيئا‏,‏ ومع التسليم بأن هشام الخلصي مقدم الاستديو اعترض علي تصريحات سعدان واصفا اياه بالهروب من المسئولية فقد حاول الخلصي بهدوء تحقيق التوازن الا انني اعتب عليه تجاهل وقائع العنف داخل المستطيل الأخضر‏.‏
لا شك أن محاولات تحميل هزيمة الجزائر للحكم الرائع كوفي كودجا يكشف حجم التناقض في تقييم الأمور‏,‏ وربما كان مؤيدو الجزائر يبحثون عن أيدي ماييه الماركة المسجلة للكرة الجزائرية وعنوان تفوقها‏,‏ وعلينا أن نسجل ذلك ونكتشفه من خلال واقعه تكررت في مواجهة المنتخبين الفارق بين الواقعتين‏70‏ يوما‏..‏ الأولي كانت في مباراة الفريقين الفاصلة في تصفيات المونديال في أم درمان عندما ارتكب نذير بلحاج الواقعة نفسها مع احمد المحمدي بالضرب بدون كرة أمام عيون ايدي ماييه ولكنه وقتها لم ير شيئا ولم يسمع أو يتكلم لانه جاء لتنفيذ هدف واحد توفير كافة الاجواء لمساعدة الجزائر لانجاز مهمتها بهدوء‏.‏
أما الوضع فكان مختلفا مع كوفي كودجا الذي لم يتردد في اخراج البطاقة الحمراء لنذير بلحاج في واقعة هي أقل من سابقتها‏!!‏
إن من يحاولون تحميل كوفي كودجا مسئولية هزيمة الجزائر أمر لن يكون مقبولا علي الاطلاق وهو ما أكد عليه خبير التحكم السوري جمال الشريف الذي اشار إلي تجاهل كوفي كودجا لطرد فوزي الشاوشي حارس المرمي ومن بعده كريم زياني وعبدالقادر غزال الذي اشبع أحمد حسن ضربا‏!!‏
واذا ما استدعينا الذاكرة مرة أخري سنتذكر واقعة أخري في مباراة أم درمان وهي عندما تعدي عبدالقادر غزال وتدخل بعنف مع الحضري أمام أعين ايدي ماييه الذي كان يتابع مباراة أخري علي اعتبار أنها تصرف طبيعي للاعب الجزائر ولكن كوفي كودجا لم يترك حليش يكرر الموقف نفسه مع الحضري دون أن يعاقب‏..‏ انه العدل‏.‏
لقد تابعت الجماهير ردود فعل المعلقين ولن نلوم حفيظ الدراجي علي محاولاته تشويه الفوز المصري والحديث عن بطولة منتخب بلاده وتأهله لكأس العالم الا ان المعلق المصري علي محمد علي‏,‏ كان اكثر ذكاءا من نظيره الجزائري‏,‏ لا شك أن حفيظ الدراجي لم يقل الحقيقة في وقائع طرد‏3‏ لاعبين ولكن الأمر اللافت للنظر ما أقدم عليه عصام الشوالي المعلق التونسي الذي يملك شعبية كبيرة عند جماهير الكرة المصرية علي مدار السنوات الماضية لاسباب كثيرة‏..‏ الا أن سكوته عن الكلام المباح في الخروج غير الأخلاقي للاعبي الجزائر داخل المستطيل وتجاهله الملفت للنظر للعنف الواضح ضد لاعبي مصر بل أنه اغفل ما حدث وكأنه لم ير شيئا فلا اعرف كيف وبماذا نفسر ذلك من معلق كبير يفترض فيه ان يكون محايدا وكانت الجماهير تتوقع من الشوالي أن يقول الحقيقة ويعترف بأن قرارات الحكم في طرد لاعبي الجزائر صحيحة مائة بالمائة ولكنه التزم الصمت‏..‏ فهل من يفسر لنا أحد أسباب صمت الشوالي؟‏!‏