قال تقرير أممى صادر عن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بالتعاون مع الحكومة المصرية أنّ عدد الأطفال الذين يعيشون فى الأسر الفقيرة فى تزايد مستمر، مما تسبب بسوء الأوضاع المعيشية وحرمان هؤلاء الأطفال من حقهم فى العيش، فكثير من الأطفال يعملون لتحسين دخل أسرهم الفقيرة.
ويشير التقرير إلى أن إعادة بناء النمو الاقتصادى فى مصر إبان الأزمة المالية العالمية والتى حدثت عام 2009 لم يقم بشكل كافِ بتحسين حالة الفقر والذى يعانى منها أكثر من 28 مليون طفل مصرى، حيث إنّ هذا النمو لم يحرك ساكناً تجاه انخفاض مستوى الدخل، أو الحرمان الذى يعانيه هؤلاء الأطفال، وهى القضية التى تتناولها اليونيسيف ضمن جزء من سلسلتها العالمية فى محاولة لحل مشكلة فقراء أطفال العالم.
ويوضح التقرير أنّه يتم ربط مشكلة فشل النمو الاقتصادى بالموكب العالمى بعدة عوامل أهمها النمو السكانى السريع. ويؤكد التقرير أنّ 7 مليون طفل، وهى نسبة تزيد عن ربع أطفال مصر قد حرموا من حقوقهم المنصوص عليها فى اتفاقية عام 1989 بشأن حقوق الطفل، والتى صادقت عليها مصر، فحوالى خمسة ملايين طفل محرومين من السكن الملائم، ناهيك عن خدمات المياه والصرف الصحى؛ وهى أقل الحقوق التى يجب أنّ تؤمنها لهم الحكومة المصرية، حيث تُعتبر من أولويات العيش، هذا وبالإضافة إلى 1.6 مليون طفل تحت سن الخامسة يعانون من مشكلة العناية الصحية والحرمان من الطعام.
ومن جانبه قال سيجريد كاج، مدير اليونيسيف الإقليمى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى لقاء لمناقشة هذه الدراسة الجديدة حول فقر الأطفال، إنّه من المهم أن ننظر إلى كيفية تأثير الفقر على حياة الأطفال، وكيف يمكننا التصدى له، حيث إنّ الطفل المنغمس فى الفقر نادرا ما يحصل على فرصة مثالية فى التعليم أو بداية سليمة فى الحياة.
أما مشيرة خطاب وزيرة السكان فأشارت إلى أنّه إذا اتخذت الحكومة سياسات تهدف إلى إنهاء الفقر فيجب عليها أن تأخذ الأطفال فى دراساتها بعين الاعتبار، حيث إنّ فرص تعليم الأطفال ستساعدهم على التخلص من براثن الفقر، وقد دعت الحكومة إلى إصدار قوانين خاصة لحماية الأطفال.
ويشير التقرير أنّ معدل الفقر بين الأطفال فى المناطق الريفية أكثر ضعفا من المناطق الحضرية أو المدن، ففى صعيد مصر، يبلغ معدل انتشار الفقر بين الأطفال 45.3%. وتتناول الدراسة جنسين الأطفال سواء كان ذكراً أو أنثى، فالفتيات فى المناطق الريفية هن الأقل احتمالا للالتحاق بالمدارس أو إكمال تعليمهن، مما يزيد من احتمالات استمرارهن فى الانغماس فى حياة الفقر فى مرحلة البلوغ.
ويكشف التقرير أنّ هذه الدراسة قد استهدفت مشكلة فقر الأطفال بشكل مباشر حيث وضح أنّه إذا ظهرت فعلاً نية حول التخلص من الفقر والالتحاق بركب الاقتصاد العالمى فيجب التركيز على الأطفال حيث إنّهم هم مفتاح وقلب سياسات التنمية نحو التقدم.