دعونا نصمت فلصمتنا صداه فإن لم يسمعه الأغبياء فاستماعنا له نجاة

تأملت الصمت مؤخرا .. كنت دائما أؤمن بأنه اعمق طرق التعبير لكنني لم أكن اتوقع أن له كل هذا التأثير

الوقفة الصامتة الأولى

أعشق رأي علي بن ابي طالب فيه حينما قال
بكثرة الصمت تكون الهيبه

لزمن قريب كنا نجهل معنى الصمت فهناك صمت لامعنى له غير الهزيمه وقلة الحيله والضعف وكنا نستبدله بكلام وثرثرة وهتافات لا حصر لها وكنا نبدأ دائما أول اعتراض بكلمة (مش حنسكت سكتنا كتير لازم نتكلم) لكن زارتني المفاجأة حين وجدت أن أبلغ الاعتراضات كانت ونحن صامتون دون كلمة واحدة !! فالكلام يضيع الوقت .. يسري بنا إلى دوامات من التوتر وقلة الحكمة والتفكير الصحيح لأنه مجرد كلام وكلا منا في مكانه ولا نستطيع الوحدة عن طريق الكلام لأن كل إنسان يتحدث كما يروق له وكما تبدي له وجهة نظره فما كان بنا إلا أن نصمت هذا الصمت السلبي الذي اعتدنا عليه منذ سنين فكانت حياتنا راكدة تتراكم فبها كل يوم الأشياء الموجعة الطاحنة للعقول والنفوس دون فائدة أو ادنى تغيير يحدث لهذا كنا نرفض الصمت .. لكنني وجدت أن أعمق لحظات حياتنا وأصدقها ونحن في صمت:—–

أصمت ..عند الاستماع للقرآن الكريم.
أصمت ..عندما أتحمل سفاهة شخص ما اتقاء لشره إن تحدثت.
أصمت ..عندما أجد أن النقاش مع الطرف الآخر لافائدة منه.
أصمت ..عندما أصدم برد فعل من عزيز كنت أتوقع منه غيرها.
أصمت ..عندما أبتلع كلمة كان يجب أن تقال حرصاً على مشاعر من حولي.
أصمت ..عندما أجد في الحياة أشخاص هم أقل بكثير من أن تدخل في حوار معهم
أصمت.. عند الاستماع لنشرات الاخبار والبرامج اليوميه وما بها من مهازل وقضايا مثيره للنفس والأعصاب والأخلاق (بصراحه غم ع الاخر) ولا أستطيع أن أجد حلا قاطعا؛ أشعر بالعجز أحيانا وأحيانا أبكي وأحيانا اصرخ
(لسه مش اتجننت) :)
أصمت ..عندما يتحدث معي شخص بلغة لا أفهمها.
أصمت ..عندما أرى الأزمات النفسية تجتاح أبناء بلدي من قسوة الحياة والإرهاقات المادية والجهل والمرض وأطفال الشوارع .
أصمت ..عندما أعجز عن التعبير عن إعجابي بشيء ما أو بتصرف ما .
أصمت ..عندما أرى المبادىء الأخلاقية أصبحت كما مهملا في حياتنا لاتقاس إلا بمركز الشخص أو قوته ونفوذه (غالبا كده الأيام دي حيكون معدوم الاخلاق والضمير)
أصمت ..عندما أرى أشخاصاً بارزين يقدمون المحاضرات المختلفة في التنمية والتربية والاقتصاد وحب الوطن وهم أبعد مايكون عن كل كلمة ينصحون بها.
أصمت.. عندما أرى شروق الشمس وغروبها.
أصمت.. عندما أجلس أمام البحر لأسمع عزف أمواجه.
أصمت.. حينما أرى ابتسامه طفل.
أصمت.. عندما تقع عيناي على غصن ينمو .
أصمت .. حتى في الحب لأنني لا أجد مايعبر عمّا بداخلي.
أصمت ..عندما يكون الصمت هو لغة التفاهم الوحيدة في عالم ممتلئ بآراء متضاربة بين الخطأ والصواب والظلم والعدل

إن للصمت لغة تطحن عظام الأقوياء فهو يغسل حنايا القلب وينثر ماتبقى من جروح الكلام.


أطلت عليكم اشكال الصمت لكنني أردت أن أجدد الشعور بالروح المعنويه العاليه
لنستمر في وقفاتنا وعملنا من أجل الاعتراض أو التغيير ولا نتقهقر للخلف حينما نسمع
(يعني هيا وقفتكوا دي حتعمل ايه أو حترجع ايه) لا حتعمل كتير لأول مره في قضية طوارئ وهي ليست الأخيره في الوقت الحالي ينظر إلينا العالم نظرة متحضرة راقية .. يشعرون بحزننا على ما فقدناه لأننا تصرفنا بكل أخلاق وتحركنا تحركا جماعيا ضد جرائم التعذيب .. نحن بالفعل صنعنا تغييرا لأول مره على غير المعتاد تعاملنا مع الحدث دون كلام وبمنتهى الجدية والحماسة وقد كنا فقدنا هذه الروح من زمن طويل
لذلك أجدد: فلنستمر في الصمت ونعمل جاهدين كل منا في مكانه وبقلمه أو فعله يغير ويضيف لمن حوله ولبلدنا مصر

( آن الأوان نبقى احنا آن الأوان) سيد حجاب


اغضب دون أن تبدي كلمة واحدة تضيع فيها وقت من العمل لإعمار مصر من جديد تحت راية أبنائها الجدد في كل المجالات دعوة للعمل والجهد المحبط المحبوس من سنين تحت حصار الظلم والحكومة الفاسدة .. كفانا تشبعا للظلم والقهر دون عمل .

بالصمت نقول اللي ما قالهوش الكلام