فى إحدى عشوائيات حلوان تقطن 22 أسرة متوسطة العدد، أى أكثر من 100 شخص، ببيت واحد مكون من 11 غرفة على دورين، يحمل المنزل رقم 19 بشارع "الجباسة" آخر حارة المؤيد فى العزبة القبلية بمحافظة حلوان.
يسميه أهالى المنطقة بالمستشفى لأنه يشبه العنابر، والأصوات الصادرة منه تخبرك بأنين لا يتوقف منذ 25 عاما، ووجوه الأرامل والبنات الصغيرة تروى وجعا من نوع خاص لا ينتهى.
فى هذا المنزل تجد نماذج مصغرة لكافة أشكال القصص الإنسانية، تجد حنان ذات الـ16 ربيعا تحمل على يديها طفلة عمرها عام بعد زواج استمر عاما ثم طلقت وعادت لأمها سعاد حسن جمعة، لم تجد سعاد مكانا لابنتها أو قوت لها ولطفلتها بعد أن التهمت النيران الشهر الماضى، كل ما فى غرفتهم وحصدت روح شقيقها الأصغر بأربع سنوات، عمر، تنظر حنان لوالدها الذى عجزته النيران وأحرقت جسمه بالكامل، وشقيقتها الصغرى التى لم تكمل العام الرابع عشر وهى تضع الكحل فى عينها منتظرة أحد أبناء الجيران ليتزوجها.
وتجلس على بابه سيدة تخطت الثمانين من عمرها تسمى ستوته إبراهيم حسن تغلق باب غرفتها وتجلس أمامه تنتظر الموت وهى تنظر لأحفادها السبعة وهم يلعبون فى القمامة، بعد خروج ابنها والدهم ولم يعد من 10 سنوات ومن بعده هربت أمهم للزواج من آخر.
لم يقابلك رجل طيلة وجودك هناك، باستثناء بعض الأولاد الصغار، وخالد محمد عواد القعيد عقب اشتعال النار فى جسده، أغلب نساء المنزل أرامل ومطلقات، والمتزوجة منهن تنتظر زوجها الأرزقى بما يهبه له عمله من بضعة جنيهات قد تطعمهم أسبوع وهو بلا عمل.
عايدة حلمى أحمد عاشور، وثريا مصطفى أحمد وفايزة كامل سعد كمال، ونصرة دياب أحمد وأم حمادة رضا عشماوى وهبة كمال أحمد وأم جمال وستوتة ومعهم أزواجهن محمد عبد النبى عبد الفتاح ومحمد عيد وعادل شكرى وكامل يوسف وعادل حامد وعمر إبراهيم ورجب محمد عيد وأحمد عبد المنعم ومحمد رحومة، وحسن محمد طلبه، هؤلاء بعض سكان العقار رقم 19، يجمعهم الرزق اليومى كنجار مسلح أو سريح على عربية أو نقاش أو سواق، أو بائع فاكهة، أو خادمة فى منزل ، يتصارعون جميعا من أجل دخول الحمام الوحيد بالمنزل، وينتظرن دورهن فى الاستحمام أو غسل ملابسهم، ويتبارون فى ملء براميل المياه من حنفية الدور الأول لأنهم لا يقدرون على دفع 18 ألف جنيه لشركة المياه.
رائحة مناور الغرف تخبرك بنوعية القمامة التى تملؤه والفئران التى ترتع فوق أعراش البصل المعلقة فيه كخزين العام لطهو الأرز بالبصل، والكشرى، وأحيانا اللحمة قرب الأعياد ورمضان التى يحسن بها أهل الخير عليهم.
ستوقفك احد الأمهات تروى لك قصة طفلها الذى لم يتجاوز الـ15 عاما، الذى قبض عليه وأودع فى دار رعاية الأحداث لاتهامه ظلما فى قضية هتك عرض شاب يكبره بـ7 سنوات، قائلة كيف يهتك عرض آخر وجسمه بالكامل محروق ولديه ضمور فى عضوه الذكرى.
أكثر من 10 سيدات يؤكدن لك أن محافظ حلوان قدرى أبو حسين ومعه وزير الإنتاج الحربى وبعض أعضاء مجلس محلى جاءوا إليهم من شهر عقب الحريق الذى التهم عمر 4 سنوات وكاد يطيح بالمنطقة، وقرروا إزالة البيت لكنهم لم يقرروا أين سيذهب الجميع، أو حتى لم يصدروا توصية بتنظيف المنزل، ربما خوفا من هرب سرب الفئران الذى يقطن معهم فى حجرات النوم، أو ربما خوفا من هروب قطيع القمامة التى تملأ المناور.
يسميه أهالى المنطقة بالمستشفى لأنه يشبه العنابر، والأصوات الصادرة منه تخبرك بأنين لا يتوقف منذ 25 عاما، ووجوه الأرامل والبنات الصغيرة تروى وجعا من نوع خاص لا ينتهى.
فى هذا المنزل تجد نماذج مصغرة لكافة أشكال القصص الإنسانية، تجد حنان ذات الـ16 ربيعا تحمل على يديها طفلة عمرها عام بعد زواج استمر عاما ثم طلقت وعادت لأمها سعاد حسن جمعة، لم تجد سعاد مكانا لابنتها أو قوت لها ولطفلتها بعد أن التهمت النيران الشهر الماضى، كل ما فى غرفتهم وحصدت روح شقيقها الأصغر بأربع سنوات، عمر، تنظر حنان لوالدها الذى عجزته النيران وأحرقت جسمه بالكامل، وشقيقتها الصغرى التى لم تكمل العام الرابع عشر وهى تضع الكحل فى عينها منتظرة أحد أبناء الجيران ليتزوجها.
وتجلس على بابه سيدة تخطت الثمانين من عمرها تسمى ستوته إبراهيم حسن تغلق باب غرفتها وتجلس أمامه تنتظر الموت وهى تنظر لأحفادها السبعة وهم يلعبون فى القمامة، بعد خروج ابنها والدهم ولم يعد من 10 سنوات ومن بعده هربت أمهم للزواج من آخر.
لم يقابلك رجل طيلة وجودك هناك، باستثناء بعض الأولاد الصغار، وخالد محمد عواد القعيد عقب اشتعال النار فى جسده، أغلب نساء المنزل أرامل ومطلقات، والمتزوجة منهن تنتظر زوجها الأرزقى بما يهبه له عمله من بضعة جنيهات قد تطعمهم أسبوع وهو بلا عمل.
عايدة حلمى أحمد عاشور، وثريا مصطفى أحمد وفايزة كامل سعد كمال، ونصرة دياب أحمد وأم حمادة رضا عشماوى وهبة كمال أحمد وأم جمال وستوتة ومعهم أزواجهن محمد عبد النبى عبد الفتاح ومحمد عيد وعادل شكرى وكامل يوسف وعادل حامد وعمر إبراهيم ورجب محمد عيد وأحمد عبد المنعم ومحمد رحومة، وحسن محمد طلبه، هؤلاء بعض سكان العقار رقم 19، يجمعهم الرزق اليومى كنجار مسلح أو سريح على عربية أو نقاش أو سواق، أو بائع فاكهة، أو خادمة فى منزل ، يتصارعون جميعا من أجل دخول الحمام الوحيد بالمنزل، وينتظرن دورهن فى الاستحمام أو غسل ملابسهم، ويتبارون فى ملء براميل المياه من حنفية الدور الأول لأنهم لا يقدرون على دفع 18 ألف جنيه لشركة المياه.
رائحة مناور الغرف تخبرك بنوعية القمامة التى تملؤه والفئران التى ترتع فوق أعراش البصل المعلقة فيه كخزين العام لطهو الأرز بالبصل، والكشرى، وأحيانا اللحمة قرب الأعياد ورمضان التى يحسن بها أهل الخير عليهم.
ستوقفك احد الأمهات تروى لك قصة طفلها الذى لم يتجاوز الـ15 عاما، الذى قبض عليه وأودع فى دار رعاية الأحداث لاتهامه ظلما فى قضية هتك عرض شاب يكبره بـ7 سنوات، قائلة كيف يهتك عرض آخر وجسمه بالكامل محروق ولديه ضمور فى عضوه الذكرى.
أكثر من 10 سيدات يؤكدن لك أن محافظ حلوان قدرى أبو حسين ومعه وزير الإنتاج الحربى وبعض أعضاء مجلس محلى جاءوا إليهم من شهر عقب الحريق الذى التهم عمر 4 سنوات وكاد يطيح بالمنطقة، وقرروا إزالة البيت لكنهم لم يقرروا أين سيذهب الجميع، أو حتى لم يصدروا توصية بتنظيف المنزل، ربما خوفا من هرب سرب الفئران الذى يقطن معهم فى حجرات النوم، أو ربما خوفا من هروب قطيع القمامة التى تملأ المناور.