عن الجزائر كمان وكمان
أهداف بالجملة، خط دفاع مفتوح الشوارع والأبواب والنوافذ، خط وسط يعيش في غيبوبة تامة، ومهاجمون لا يعرفون طريق الشباك، ومدرب تائه حيران حتى لو كان اسمه سعدان.

...هذا هو حال المنتخب الجزائري، الخضر، محاربو الصحراء، ثعالب الصحراء، سفير العرب الوحيد في المونديال، سمي ما شئت، وقل ما شئت من ألقاب رنانة طنانة فلن يتغير الحال والمعنى. وسفير بأية حال صرت يا سفيررررررر.

في الحقيقة إن كتابة هذه المقالة تدمي القلب، لكن الأشد إيلاما منها هو هذا التشظي والتبعثر التي يعيشها منتخب الجزائر الشقيق. وتتدافع الأسئلة، أسئلة كثيرة: هل هذا هو حقا المنتخب الذي استطاع الانتصار على أقوى منتخب عربي وإفريقي قبل عدة أشهر فقط؟ هل هذا هو الفريق الذي سيحمل راية أمة تزيد عن 300 مليون مواطن من المحيط الهادر للخليج الثائر؟

وهل عقمت الجزائر فلم تعد تنجب لاعبين بمستوى من كان؟ وكان وكان وغض القلب بالأحزان....

وهل لا يوجد في الجزائر سوى مدرب واحد وحيد اسمه سعدان؟ من الواضح أن الرجل يعيش في حيرة كبيرة، وفقد الحيلة والدهاء والحنكة التي كانت معروفة عنه. يعني بالعامية الزلمة شاخ وراحت أيامه!

وها نحن، لم تبق سوى أيام معدودة على انطلاق العرس العالمي، ومع ذلك تبدو الدنيا في واد وسعدان في واد آخر، يخسر أمام منتخبات لم تنجح حتى بالوصول إلى كأس العالم، وبعدد ثقيل من الأهداف، يكفي أن نعلم أن شباك سفير العرب الوحيد قد تلقت هدفا11 في آخر أربع مباريات لعبها، ولم يسجل مهاجمو هذا المنتخب أي هدف، والكرة جوااااال، يعني شو هالحالة يا ليلى...

الصورة تبدو واضحة الآن، سيخرج الخضر من الدور الأول بهزائم ثقيلة إلا إذا حدثت معجزة لا تدخل حساب المنطق، أشد ما نخشاه هو الفضيحة وشماتة الشامتين، وكل ما نتمناه أن لا تخسر الجزائر بنصف دزينة أو دزينة من الأهداف أمام انكلترا وأميركا.

وصدقوني ليس مهما أن تخسر الجزائر أو أن تربح، المهم حقا أن يظهروا بمستوى لائق ومشرف، نحن لا نتوقع أن تفوز الجزائر بكأس العالم، ولا نطالب بذلك، كل ما نريده فقط أن يلعبوا كما ينبغي للرجال، كما لعبوا من قبل، وحتى لو خسروا سنصفق لهم ونرفع رؤوسنا عاليا فخرا بهم كما فخرنا بهم في مونديال 82، خرجت الجزائر من الدور الأول في ذلك المونديال لكن شعورنا نحن العرب كان كما لو أن الجزائر قد فازت بكأس العالم وأحضرته معها. هذا هو ما نريده فهل هذا كثير؟؟؟