انتقد محمد البرادعى، الحائز على جائزة نوبل للسلام، النظام السلطوى فى مصر، ودعا لتغيير النظام «بصورة سلمية».

Barad3y
جاء ذلك فى حوار أجرته معه وزيرة الخارجية النمساوية السابقة، أورسولا بلاسنيك، ونشرته مجلة دى برسيه النمساوية، وسألته الوزيرة حول ما اذا كانت الديمقراطية الحقيقية ستتحرك فى مصر فى الخمس سنوات المقبلة قائلة: «فى آخر مرة كنت فيها فى القاهرة فى سبتمبر 2009، قبل عودتك، سألت سائقا شابا لمن سيعطى صوته فى انتخابات الرئاسة. إجابته لخصت معنى الديمقراطية: لن يمثل صوته فارقا، ولكنه اعتبر أنه من الممكن أن يصوت لشخص آخر بعد خمس سنوات». ورد البرادعى قائلا إن الشعب يريد أن يشارك فى تحديد من يحكمه، ويريد أن يكون لديه الإمكانية لتغيير النظام. «مازال الأمر يلزمه وقت طويل. فلم تكن هناك فى مصر ديمقراطية لما يزيد على 50 عاما، وكثير من الناس فقدوا ثقتهم بأنفسهم، وبقدرتهم على تغيير الأشياء. لكن الديمقراطية مسألة حتمية، وبدونها ستبقى مصر فى طريق مسدود» أضاف المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ورغم أن النظام قد يكون بتغيير الدستور كمن يحفر قبره بيده، كما تقول بلاسنيك، وبالتالى فهو لن يقدم على مثل تلك الخطوة، إلا أن البرادعى يرى على الجانب الآخرأن حركة المطالبة بالتغيير تتصاعد، وهو ما يصيب الحكومة بالقلق. انا فى هذا الموقف مثل عود الثقاب بجوار برميل بارود، فإذا اختفى العود سيظل برميل البارود موجودا.

واضاف البرادعى أن «الشعب، الطلبة والأكاديميين ما بين سن 20 و30 يرسمون حاليا سيناريو التغيير الديمقراطى فى مصر. إنه أمر مشجع فعلا. التحرك كله تم خلال عام بواسطة شباب، لم أكن أعرف عنهم شيئا. طالبوا بالبرادعى رئيسا على موقع الفيس بوك، دون ان يتشاوروا معى أو يسألونى»، نافيا ان يكون قد خطط لمنافسة الرئيس حسنى مبارك بعد انتهاء فترته فى الوكالة الدولية.


«الأمر كله لم يكن فكرتى، والآن زادت مجموعة الفيس بوك على 250 ألفا من الشباب، وهو رقم كبير بالنسبة لمصر التى تنخفض فيها نسب استخدام الإنترنت. وأنا أقول للشباب المصرى يجب أن تكتبوا أنتم سيناريو مستقبلكم بأيديكم، وأنا أستطيع مساعدتكم، وأن أستخدم سنى وأحاول أن أوجه الرغبة فى التغيير للاتجاه الصحيح. الناس تنتظر شخصا يأتى على حصان أبيض ليقدم الحل، لكن كل شخص فى الحقيقة مسئول عن التغيير السياسى».

واعتبرت بلاسنيك أن البرادعى سواء أراد أم لا أصبح محورا لآمال ومشاعر كثيرة. لكنه رد بالقول إن «التغيير يجب أن يكون سلميا، لذلك علىّ تهدئة التوقعات، وهى مهمة تحتاج جهدا كبيرا منى».

ولما سألته الوزيرة حول مشاعره واذا ما كان ساخطا بسبب الوضع فى مصر، قال: «نعم، ولكن سخط إيجابى، فمصر تستحق ما هو أفضل، ولديها موارد هائلة. ولسنوات طويلة كنت أرى أن هناك شيئا خاطئا فى الإدارة سواء فى السياسة الداخلية أو الخارجية».

وأكد البرادعى أنه لن يترشح لانتخابات الرئاسة فى 2011، طالما لن يتم تعديل الدستور، لأنه لا يسمح بفرص حقيقية للمرشحين المستقلين، كما أن نزاهة الانتخابات غير مضمونة، وأنا لن أكون بالطبع جزءا من نظام يفتقر للشرعية.