وعلى غير المتوقع تحولت أولى جلسات المحاكمة إلى معركة بين هيئة الدفاع عن هشام طلعت والمدعين بالحق المدنى عن عادل معتوق، وكان فتيل الاشتعال فى تلك المعركة هو منتصر الزيات الوجه الجديد بالقضية والذى تقدم بـ5 طلبات إلى المحكمة كمدعى مدنى عن عادل معتوق الزوج السابق لسوزان تميم.


هشام طلعت يتابع الجلسة من داخل قفص الاتهام

وتمثلت تلك الطلبات فى الاستماع إلى شهادة طارق طلعت مصطفى الرئيس الحالى لمجموعة طلعت مصطفى، والدكتور عبد الخالق فوجة مدير العلاقات العامة، وشهادة الدكتور حازم شريف الطبيب الشرعى وسماع شهادة الرائد محرر تحريات المباحث، والاستماع إلى شهادة المحامية كلارا، وهو الأمر الذى لم تقبله هيئة الدفاع عن هشام طلعت والسكرى، وقال حافظ فرهود عضو هيئة الدفاع إن حكم الجنايات الصادر فى أول درجة قضى بإحالة الدعوى المدنية إلى المحاكمة المدنية المختصة، ومن ثم لا يكون هناك أى صفة قانونية لوجود المدعين بالحق المدنى فى القضية، ولا يوجد أى صفة لقبول الطلبات التى تقدم بها الزيات.


محسن السكرى داخل القفص

حديث فرهود أثار غضب الزيات والذى أكد للمحكمة أن محكمة النقض نقضت الحكم كاملا وقررت إعادة المحاكمة من جديد بداية من النقطة صفر فى القضية، وبالتالى يكون المدعين بالحق المدنى لهم صفة شرعية فى القضية، واشتد الخلاف القانونى على تلك النقطة بعد تدخل فريد الديب والذى قال للمحكمة "مش أى حد يجى يدعى مدنيا ويحضر فى الجلسة بغرض الشهرة"، وهو الأمر الذى دفع الزيات للرد فورا، وأكد أنه لا يسعى للشهرة ولا يريد فضح أو كشف عورات المتهمين وأنه وقف أمام القضاء طيلة 25 عاما ماضية، ويعلم طبيعة شعور المتهم.


المستشار عبد السلام جمعة رئيس الجلسة أثناء نظر القضية

وبقدر ما كان من خلاف قانونى حول شرعية وجود المدعين بالحق المدنى فى القضية من عدمه، نشبت مشادات بين الزيات مدعيا بالحق المدنى عن عادل معتوق، ومحمد سلمان مدعيا بالحق المدنى عن رياض العزاوى، حيث يؤكد سليمان أن رياض العزاوى هو الزوج الأساسى لسوزان تميم ويقدم صورة من جواز سفرها تؤكد ذلك، فى حين يؤكد الزيات أن عادل معتوق هو الزوج الأساسى لسوزان تميم ويقدم من وثيقة زواج عادل معتوق بسوزان تميم صادرة من لبنان ووثيقة وفاة سوزان تميم صادرة من القنصلية اللبنانية مصدق بها أن عادل معتوق هو الزوج الأساسى ووثيقة أخرى عبارة عن قيد مدون عائلى مدون بها زواج عادل معتوق من سوزان تميم، وفصلا لذلك الخلاف القانونى أمر القاضى بتأجيل تلك النقطة للفصل فيها.

وتقدمت هيئة الدفاع عن هشام طلعت مصطفى بثلاثة طلبات إلى هيئة المحكمة تمثلت فى انتداب أحد أعضاء هيئة المحكمة لمعاينة مسرح الحادث بدبى وإعادة تفريغ الأشرطة والسيديهات والسماح للمحامين بالاطلاع عليها ونسخ صورة من حيثيات محكمة النقض بنقض الحكم.


فريد الديب المحامى وسحر طلعت مصطفى
لم تزد الجلسة عن 60 دقيقة، حيث بدأت بقراءة أمر الإحالة والوارد به الاتهامات المنسوبة إلى محسن السكرى وهشام طلعت مصطفى، حيث اتهمت النيابة السكرى بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم فى يوم 27 أغسطس 2008 عمدا مع سبق الإصرار والترصد، بعد أن عقد النية ورصد تحركاتها بلندن وتابعها بالإمارات وحجز غرفة فى أحد الفنادق القريبة من محل إقامتها واشترى سلاحا ناريا لذلك الغرض، وما أن سنحت له الفرصة توجه إلى شقتها واقتحم الباب وانهال عليها بالسكين وأحدث بها إصابات أودت بحياتها، كما ورد بأمر الإحالة أن النيابة وجهت للمتهم الثانى هشام طلعت مصطفى تهمة التحريض على القتل بأن دفع للسكرى مبلغا ماليا لذلك الغرض وأجرى معه العديد من الاتصالات لتنفيذ مخططه.

وشهدت قاعة المحكمة حضورا مكثفا، حيث تواجد ما يزيد على 20 قناة تليفزيونية و100 صحفى ومراسل لصحف مصرية وعربية ووكالات أنباء عالمية، ومن شدة الازدحام بالقاعة أمر المستشار عادل عبد السبلام جمعة بإخراج كل المحامين الذين ليس لهم صفة فى القضية، غير أن ذلك لم يخفف من حدة الزحمة الشديدة بالقاعة والتى تمثلت مظاهرها فى أن العشرات من الصحفيين والمصوريين تراصوا فى الجزء الخلفى من القاعة، وعلى نوافذها من أجل التقاط صور للجلسة.


منير السكرى والد محسن السكرى

الزحام الشديد داخل القاعة دفع المستشار بهاء أبو شقة بمطالبة أن تكون هناك قاعة كبرى لنظر قضايا الرأى العام الكبرى ولتكن البداية فى قضية هشام طلعت.

وصل هشام طلعت مصطفى الساعة الحادية عشرة فى موكب أمنى مكون من 3 سيارات أتارى و6 موتوسيكلات للتأمين، بينما يوجد هشام فى سيارة ميكروباص تويوتا سوداء اللون ودخل من الجراج الخلفى للمحكمة، ودخل هشام طلعت إلى قاعة المحكمة بعد 5 دقائق من وصول السكرى والذى تفصل بينهما الحواجز الحديدية والتى سبق وأن انفردت اليوم السابع بنشر صورها.


قاعة المحكمة فور بدء الجلسة

وتم مضاعفة عدد رجال الأمن المسؤلين عن تأمين هشام داخل القفص إلى فردين أمن، على عكس ما كان يتم فى الجولة الأولى من فرد أمن واحد فقط، وأدار هشام ظهره إلى قاعة المحكمة ولم يتحدث مع أى من الحاضرين بالقاعة مطلقا سوى شقيقته سحر فى حوار هادئ لدقيقة ونصف انتهى بابتسامه خفيفة من هشام طلعت مصطفى.


الدكتور آمال عثمان عضو فريق الدفاع عن هشام طلعت مصطفى

وظل هشام طلعت طيلة الجلسة يرتدى نظارة الشمس السوداء ويحمل "اللاب توب" على كتفه الأيسر، ومن بين الكواليس التى شهدتها الجلسة أن هشام طلعت من داخل قفص الاتهام كان يداعب من وراء الحاجز الحديدى رجل الأمن المسئول عن تأمين السكرى، بل تطور الأمر إلى حد ضحكة هشام وطأطأة رأسه، وعلى غير العادة لم يدخن هشام طلعت السجائر داخل القفص مثلما كان يتم فى الجولات الأولى من المحاكمة، وعلى الجانب الآخر تغيرت الهيئة العامة لمحسن السكرى قليلا، حيث ازداد وزنه وارتدى نظارة وكان يحمل طيلة الجلسة فى يده ورقة بيضاء.

ومن بين الكواليس أيضا والتى دارت أثناء وقوف حافظ فرهود أمام القاضى عبد السلام جمعة وهو يبدى طلبات هيئة الدفاع، قال فرهود بكل تعصب "إحنا عانينا كثيرا يا سيادة المستشار فى الجولة الأولى من المحاكمة".. فرد عليه المستشار عادل عبد السلام جمعة: "معايا ما تنعاش هم خالص وكل اللى هتطلبوه هنلبيه".

وشهدت محكمة القاهرة الجديدة إجراءات أمنية مكثفة ابتداء من الساعة السادسة صباحا، حيث فرضت قوات الأمن حواجز حديدية من الشارع 18 حتى مقر المحكمة بما يعادل 1000 متر، بالإضافة إلى وضع أقماع على طول الطريق لتحديد خط سير السيارات.

وفى السادسة والنصف وصلت سيارتان مصفحتان و35 سيارة أمن مركزى، وما يعادل 1500 جندى أمن مركزى، حيث تم إخلاء عمارات تحت الإنشاء المحيطة بالمحكمة من العمال والحرفيين واستغلت كمواقع للقناصات والذين حملوا منظارات طويلة المدى لمراقبة الطريق.


منتصر الزيات المحامى بالحق المدنى عن عادل معتوق

وفى ظل التشديد الأمنى أصيب جندى أمن مركزى بحالة إغماء وتم نقله إلى المستشفى، وفى تلك الأثناء وصلت سحر طلعت مصطفى وعدد من أعضاء هيئة الدفاع عن هشام طلعت فى الساعة الثامنة والنصف، ونظرا لأنه لم يصدر قرار بعد فى ذلك التوقيت بدخول أى شخص إلى القاعة، ظلت سحر طلعت وهيئة الدفاع فى الخارج وتبادلا الحوار حول الموقف القانونى لهشام طلعت ومجريات القضية فى الفترة المقبلة إلا أن سحر طلعت امتنعت عن الحديث لوسائل الإعلام.


الزحام الشديد فى قاعة المحكمة
ومن ضمن كواليس ذلك اللقاء أن سحر طلعت كانت تقف وسط هيئة الدفاع والمكونة من عبد الرءوف مهدى وبهاء أبو شقة ونجله محمد وحسنين عبيد وحافظ فرهود، وكانت حرارة الشمس شديدة فتحركت سحر فى صمت ووقفت تحت الشجرة، وقالت بلطف "لولا الشجرة دى كنا أتبهدلنا".


حراسة مشددة واضحة فى القاعة