أثارت جدلاً كبيراً بين الجماهير والنقاد ونجوم الوسط الفني لاعتزالها الفن، بعد ارتدائها للحجاب وهي في قمة توهجها الفني، وإصرارها على الابتعاد عن الوسط لأنها لا ترغب في أن تكون كما يرى المثل الشعبي "صاحبة بالين" حتى لا تكون كاذبة، ولكنها سرعان ما عادت ثانية للشاشة الصغيرة، في دور أقرب ما يكون لواقعها، عادت في مسلسل "حق مشروع" مع النجم سمير صبري، ولم يكن اختيار المخرجة رباب حسين لها في هذا الدور لأنه يعكس طبيعة واقعها، وإنما لأنها على وعي بأن الدور لن تجسده إلا فتاة تمتلك أحاسيس أكثر من أي شيء آخر وتكون على نفس قدر الفنانة إيمان العاصي، التي نجحت في تجسيد دورها في العمل، وأبرزت شخصية الفتاة المتأرجحة بين التعصب والتسامح، إلا أنها امتلكت رغبة قوية في الاعتدال، وجسدت الدور باحتراف أشاد به الجميع.
تمتلك النجمة إيمان العاصي جمال وأنوثة الفتاة الشرقية التي لا ترغب في الجرأة، ومنذ البداية اهتمت بما تقدمه، ولم تهتم بالكم، ورفضت الانتشار السريع ولم تمانع من الاشتراك في البطولة الجماعية، بشرط أن يكون العمل الذي تجسده قوياً.. اهتمامها الأول والأخير يرجع لطبيعة الدور الذي يعرض عليها وقوته، ودخلت النجمة الشابة المجال الفني بالصدفة، ولم تكن لديها دوافع فنية في البداية، ولعبت معها الصدفة دوراً عندما شاهد المخرج خالد بهجت صورتها على غلاف مجلة، فتوسم في ملامحها قوة النجمة التي تؤهلها لأن تجسد دوراً بمسلسل "أمس لا يموت" مع النجمة رغدة، وغابت ثلاث سنوات، وأعادها للدراما المخرج السوري هيثم حقي في مسلسل "أحلام في البوابة" مع النجمة سميرة أحمد، وكانت العودة قوية، لتقدم بعدها ثلاثة مسلسلات، شكلوا البنية الأساسية والقوية في مسيرتها الفنية، ونجحت في أن تحتل مكانة بارزة بين نجمات جيلها.
تألقت في دور "نيجار" الذي جسدته بمسلسل "حضرة المتهم أبي" مع مجموعة قوية من كبار النجوم أشادوا بأدائها كموهبة لم تدرس الفن، وإنما عشقته بعد أن خاضته كمهنة قررت الاحتراف فيها، ولأنها تمتلك إحساساً عالياً وأنوثة طاغية ورقة الفتاة الشرقية، وقيل إن براءة ملامحها تسببت في ظلم لها لأن المخرجين حصروها في قالب معين، واستغلوا براءة ملامحها، ولم يقوَ أحد حتى الآن على توظيفها ليخرجها من إطار الفتاة الرومانسية التي تتعامل ببراءة وهدوء، ووُصفت بأنها لا تنوع من انتقائها للأدوار، وقبلت بالمكانة التي وضعت فيها، ورغم أنها نفت مراراً وتكراراً الأمر، إلا أنها قدمت خلال عام واحد ثلاث شخصيات متقاربة منها "نيجار"، و"سلمى" في مسلسل "دعوة فرح" جسدت فيه شخصية المخرجة الشابة الواقعية جداً، ورغم أنها كانت بعيدة عن الرومانسية إلا أنها لم تقدم جرأة غير معهودة، وفي شخصيتها الثالثة التي قدمتها من خلال مسلسل "رجل وامرأتان" مع النجمة دلال عبد العزيز وفاروق الفيشاوي.
ارتداؤها للحجاب أخر نجاحها الفني لتغيبها فترة، ورغم أنها لم تقدم سوى تسعة أعمال درامية، وللسينما عملين فقط، إلا أنها تركت بصمة في الدراما تشيد بها، وكان التلفزيون هو النافذة الأولى لتعرف الجمهور عليها، واتجهت للسينما بجمهورها المختلف، واكتسبت خبرة قوية في عملها السينمائي الأول "مسجون ترانزيت" مع النجم نور الشريف والنجم الشاب أحمد عز، لتجني بعدها شائعات برغبته في الارتباط بها، ولم تتوقف الشائعات، وعادت مرة ثانية بعد أن قبلت دورها في مسلسل "الأدهم" وتخيل الكثيرون أنها قبلت دورها في العمل من أجله، وقدمت للسينما عملها الثاني من خلال فيلم "مقلب حرامية" ونجحت مع مجموعة الشباب، الذين شاركوها في العمل السينمائي، وكانت نقلة في مسيرتها إلا أنها لم تكن الخطوة التي ينتظرها الكثيرون.
وقَّعت عقد احتكار مع شركة "أوسكار"، التي يمثلها المنتج وائل عبد الله، ولكنها ترى أن بنود التعاقد ليست قيوداً عليها، والشركة لم تمنعها من التعامل مع شركة أخرى بشرط ألا تقلل من مستواها الذي وصلت إليه من خلال الشركة المحتكرة، والتعاقد من وجهة نظرها دفعة قوية للأمام، ولديها رغبة في أن يحالفها الحظ وتساعدها الظروف في اختيار أعمال جيدة، تمنحها القدرة على الانطلاق بقوة في السينما، وتفتح لها طريق البطولة، ورغم براءتها إلا أنها تتمنى أن تقدم دوراً شبيهاً بدور النجمة سعاد حسني في "بئر الحرمان"..
رغم الشائعات التي لاحقتها بعد نجاحها في مسلسل "الأدهم"، من أنها قبلت الدور لأجل عز الذي تلاحقه الشائعات كلما عمل مع فتاة حسناء من نجمات الفن، إلا أن السبب هو ربط الجمهور بين عزوبية عز وجمال البطلة، ورفضت بشدة اتهامها بأنها قبلت الدور لمجرد تواجد أحمد عز في العمل، وقبولها للعمل لم يأتِ من فراغ، وإنما لأن العمل متكامل، والإنتاج جيد، وأبطاله مجموعة من الممثلين المحترفين والذين لديهم خبرة عالية.
ليس لديها طموح لتقديم أعمال كوميدية، وإنما ترغب في تقديم أعمال شبيهة بأعمال النجمة أنجلينا جولي، ولأن السينما لا تمتلك الإنتاج القوي فتتمنى أن تتحقق هذه الأمنية بعد أن تقوى السينما على تغيير واقعها، الذي يعاني فيه عدد كبير من النجمات الشابات من تخبط ديني، ورغبة في الاعتزال، أو التمثيل بالحجاب، مثل حنان ترك وغيرها، ورغم رغبتها في الأكشن إلا أن الجماهير بانتظارها في فيلم "حكاية بنت" للمنتج وائل عبد الله، والمؤلف خالد جلال، والمخرج سميح النقاش، ودورها تقليدي ونمطي فُرض عليها لتعاملها مع فريق ليس لديه أمل في التغيير، والسؤال هل سيحالفها الحظ بتغيير الفريق الذي تتعامل معه ؟
النجمة الجميلة بحاجة لإعادة اكتشاف، فالجمال والرومانسية لا يمثلان النجاح الأساسي، والتمرد على القالب الذي وضعت فيه هو حق مشروع لها لتثبت أنها موهبة قوية، وليست جسداً وأنوثة وجمالاً بلا موهبة