تتوالى مفاجآت قضية جواسيس الموساد في مصر تتواصل، حيث كشفت التحقيقات مع المتهم طارق عبد الرازق حسين عن مفاجأة من العيار الثقيل مفادها أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلى "الموساد" وراء قطع كابلات الإنترنت الخاصة بمصر فى البحر الأبيض المتوسط على بعد كيلومترات من السواحل الإيطالية قبل عام ونصف العام وهو القطع الذى أثر سلباً على شبكة الإنترنت بمصر حيث تربط الكابلات مصر بشبكة الإنترنت العالمية مما تسبب فى خسائر اقتصادية فادحة لجميع الشركات الكبرى التى تنفذ معاملات مالية عبر الإنترنت.

وحسبما جاء فى اعترافات المتهم المصرى بتحقيقات النيابة، فإن الموساد الإسرائيلى سعى أيضا لضخ معلومات مغلوطة عن العقيدة الاسلامية على شبكة الانترنت للعبث بعقول الشباب العربى، قائلا:" قام الموساد بضخ كميات كبيرة من المعلومات المغلوطة عن طريق العبث بالتراث العقائدى والثقافى للعرب والمسلمين بالمغايرة للحقيقة من أجل تضليل الشباب العربى وتشكيكه فى هويته مع تغيير الوقائع التاريخية بما يصب فى مصلحة إسرائيل".

ويبدو أن الأيام المقبلة ستكشف مزيدا من المفاجآت في هذا الصدد، خاصة بعد أن غادر سفير إسرائيل إسحاق ليفانون مصر فجأة في 23 ديسمبر عائدا إلى تل أبيب بصحبة زوجته.

ورغم أن ليفانون لم يعلن عن سبب مغادرته للقاهرة أو موعد عودته إليها، إلا أن هناك من فسر لغز مغادرته القاهرة فجأة على أنه غير بعيد عن سقوط شبكة جواسيس الموساد وبالتالي فإن هناك بوادر توتر في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب.

ولعل ما يرجح صحة ما سبق أن إسحاق ليفانون "65 عاماً" هو نجل جاسوسة إسرائيلية سابقة حكم عليها بالإعدام في لبنان وهو ما يشير إلى احتمال تورطه في شبكة جواسيس الموساد التي ضبطتها مصر مؤخرا.

كما كشفت تحقيقات النيابة فى قضية التجسس، عن جاسوس جديد تراقبه أجهزة الأمن المصرية. حيث قال المتهم فى التحقيقات إن مصرياً آخر يلقبه الموساد بـ"الأستاذ" يعمل لصالح الإسرائيليين منذ 20 عاما، وأكد المتهم أن الجاسوس، الذى لايزال طليقا وقابله فى بكين، تمكن من تجنيد مئات من المصريين للعمل لصالح الموساد.. ونقلت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة عن مصدر أمني قريب الصلة من قضية التجسس القول في هذا الصدد إن كشف مصر للمتهم ساعد دولتي سوريا ولبنان على الايقاع بثلاث شبكات تجسس تعمل لصالح الموساد في البلدين. وأضافت الصحيفة أن طارق عبد الرزاق كشف في اعترافاته عن وجود شبكات تجسس لصالح الموساد في سوريا ولبنان وهو ما دعا المسؤولين في مصر إلى إبلاغ البلدين بتلك المعلومات.

واكدت الصحيفة أن المتهم المصري اعترف في التحقيقات التي أجريت معه أيضا أن ضابطي الموساد اللذين كانا على اتصال به طلبا منه دخول سوريا عدة مرات تحت اسم مستعار وبجواز سفر مصري مزور يحمل اسم طاهر حسن بزعم استيراد منتجات سورية غير ان الغرض الاساسي كان تسليم مبالغ مالية كبيرة لمسئول أمني يعمل بجهاز حساس.

وأشار المتهم إلى أنه حصل على ملف كامل عن الأمن الداخلي السوري من أحد كبار المسؤولين بالأمن هناك مقابل مبلغ ضخم من المال، موضحا أن متهماً سوريا في إحدى تلك القضايا تم إعدامه في نوفمبر الماضي.