تعرضت مصر طوال يوم الاحد، لموجة من الطقس السيئ والاحوال الجوية المتقلبة، حيث انخفضت درجات الحرارة بصورة ملحوظة صاحبها عواصف ترابية وهطول أمطار في بعض المحافظات. ما ادى الى تأثر حركة الملاحة وإغلاق عدد من الموانئ وإلغاء أو تحويل مسار عدد من رحلات الطيران.

وأدى سوء الأحوال إلى وفاة 11 شخصا واصابة مايزيد عن المائة في أنحاء متفرقة من البلاد، بسبب هطول الأمطار الغزيرة، التي أدت إلى انهيار بعض المباني، وسقوط ضحايا حوادث على الطرق.

وقال المتحدث الرسمي باسم هيئة الأرصاد الجوية الدكتور علي قطب إن حالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية قد تخف غدا الاثنين.

وتوقع قطب ان تميل درجات الحرارة نحو الارتفاع وإن كانت أقل من معدلاتها، وان تقل سرعة الرياح نسبيا ويستمر تكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة على شمال البلاد وسيناء والبحر الأحمر على ان يصاحب ذلك سقوط امطار على السواحل الشمالية.

وكانت الحياة اليومية فى مصر قد توقفت أصيبت بالشلل أمس واليوم لسوء الأحوال الجوية، حيث انتشرت الرمال المثارة والأتربة في سماء البلاد.

حركة الملاحة

وذكرت مصادر ملاحية بمطار القاهرة الدولى ، إن سوء الأحوال الجوية بمطار الأسكندرية أدى إلى تحويل مسار رحلتين إلى مطار القاهرة، وهما المغربية القادمة من الدار البيضاء وتم نقل ركابها بالأوتوبيسات إلى الإسكندرية والطائرة الكويتية القادمة من الكويت.

كما هبطت طائرة أثيوبية قادمة من أديس أبابا بالقاهرة بعد غلق مطار تل أبيب، وألغت الخطوط الأردنية رحلتها من وإلى القاهرة وتأخرت رحلة أخرى، وتأخر كذلك وصول وسفر رحلات الليبية والسودانية بسبب سوء الأحوال الجوية فى مطارى طرابلس وبورسودان.

واشارت المصادر الملاحية إلى أنه قد تم كذلك الغاء رحلتين لمصر للطيران بين القاهرة والغردقة لسوء الأحوال الجوية.

وتأثرت حركة الملاحة بقناة السويس بشكل كبير بسبب الأحوال الجوية، حيث شهدت توقف السفن، خاصة فى القطاع الشمالى من تفريعة البلاح حتى بورسعيد، كما شهدت حركة المعديات للسيارات والأفراد عبر ضفتى القناة صعوبة كبيرة للغاية فى سرابيوم والفردان والقنطرة.

وأشارت مصادر بإدارة الحركة بهيئة قناة السويس إلى أنه تم تعطيل دخول سفن قافلة الشمال القادمة من البحر المتوسط وعددها 26 سفينة بسبب انعدام الرؤية وارتفاع سرعة الرياح.

وتعطلت قافلة الجنوب (29 سفينة) لأربع ساعات بسبب سوء الأحوال فى السويس، ودخلت المجرى الملاحى متأخرة.

و أعلن إغلاق 8 موانئ بالسويس، ووقف العمل بها بسبب سوء الأحوال الجوية، في حين شهدت المعديات الخاصة بنقل المواطنين والسيارات على قناة السويس بطء شديد فى الذهاب والإياب، فيما شهد كوبرى السلام بالقنطرة غرب تكدساً للسيارات.

وتشهد مدينة الأسكندرية حاليا حالة طقس سيئة بسبب نوة "القاسم"، حيث تهطل الأمطار منذ الساعات الأولى من صباح أمس، مما أدى إلى إغلاق بوغازى الإسكندرية وكل الموانئ، فضلاً عن إغلاق طريق وادى النطرون بالكامل.

واعلنت سلطات ميناء الإسكندرية عن استمرار إغلاق بوغازى الإسكندرية والدخيلة لليوم الثانى على التوالى، نظرا لسوء الأحوال الجوية، وزيادة سرعة الرياح وارتفاعات الأمواج وهطول الأمطار.

وذكرت أنه تقرر إغلاق المينائين، حرصا على عدم اصطدام البواخر ببعضها أو بأرصفة الميناء وسلامة الملاحة البحرية.

وفى بورسعيد، شهدت المحافظة منذ ساعات الصباح هبوب رياح شديدة البرودة صاحبها سقوط أمطار خفيفة استمرت ساعتين، فيما تراكمت الغيوم، وتم إغلاق بوغاز ميناء سفن الصيد، نظرا لسوء الأحوال الجوية وارتفاع موج البحر حوالى 3 أمتار.



وفي الغربية ، فشلت أجهزة الوحدات المحلية في مواجهة أول اختبار للمطر وتحولت طنطا إلى مستنقع كبير بسبب تراكم مياه المطر في الشوارع والحواري وأسفل كوبري ستوته والخادم وإمام ديوان محافظة الغربية وأسفل الكوبري العلوي من آخر شارع البحر أمام المستشفى الجامعي ونهاية الكوبري بمنطقة الاستاد مما أدى إلى شلل تام في حركة المرور بتلك المناطق بسبب تراكم المياه وارتفاع منسوبها.

كشفت الأمطار عن عدم وجود خطوط صرف لتصريف مياه المطر في المناطق المنخفضة بالشوارع وأسفل الكباري والإنفاق مما تسبب في تراكم مياه المطر بصورة كثيفة

حالة الطوارئ

ومن جانبه ، أكد الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والرى في تصريحات صحفية، أنه تم إعلان حالة الطوارئ بين أجهزة الوزارة بالمحافظات التى تتعرض للسيول، خاصة فى شبه جزيرة سيناء والصعيد، و مراكز الطوارئ التابعة لمصلحة الميكانيكا والكهرباء لمواجهة سقوط الأمطار.

وأضاف أنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات الوقائية منها خفض المنصرف من مياه النيل خلف السد العالى، كما تم إبلاغ المحليات لاتخاذ إجراءاتها لتجنب حدوث خسائر خلال موسم السيول الذى تشهده البلاد حاليا بمنع البناء فى مواقع المخرات.

وأكد أن الرئيس مبارك يتابع بصفة مستمرة خطط الحكومة لمواجهة أخطار السيول وأعمال الحماية للمنشآت والمرافق والمدن.

واوضح علام أن الوزارة بدأت فى اتخاذ الخطوات اللازمة لتعميم نظام الإنذار المبكر بمحافظات الوجه القبلى وسيناء للتنبؤ بالسيول قبل حدوثها بفترة زمنية من 24 ساعة إلى 72 ساعة، باستخدام صور الأقمار الصناعية والنماذج الرياضية والاستعانة بمحطات الأرصاد الرقمية الأرضية