عمر الشريف و سيرين
عمر الشريف و سيرين


◄◄خالد النبوى: فيه مشاكل كتير فى الفيلم لكن مش هينفع أقف ضد الفيلم بتاعى حتى لو مش عاجبنى
◄◄المخرج أحمد ماهر: أنا فخور بالجدل حول الفيلم وأنا مش مغرور ومش شغلتى أعمل إعلانات للممثلين
◄◄عمر الشريف صرخ بعد الفيلم: أنا دمى بيغلى كنت متوقع أشوف فيلم عالمى لكن للأسف الفيلم طلع سيئ للغاية

كان من المفترض أن يكون مهرجان فينسيا فى دورته الـ66 عرساًَ للسينما المصرية، حيث تعرض للمرة الأولى 3 أفلام مصرية من بينها فيلم «المسافر» الذى يمثل مصر فى المسابقة الرسمية، وكان جميع الحضور يشعرون بالفخر للمشاركة الرسمية، واصطفت الطوابير لمشاهدة المسافر فى أول عروضه، وكما شهدت بوابة دار العرض «دار سينيا» التى يعرض بها الفيلم ازدحاماً وتسابقاً للدخول لرؤيته، شهدت أيضا نفس الازدحام والتسابق عند الخروج منها بعد أقل من نصف ساعة لعرض الفيلم.

ورغم محاولة بعض أبطال الفيلم الدفاع عنه فإن ما شهدته قاعة العرض الرسمية كان أكبر دليل على أن هناك خطأ ما، حيث لم يتمالك النجم العالمى عمر الشريف نفسه من الانفعال، صارخا فى وجه من يصادفه، مؤكداً غضبه من مستوى الفيلم، وكان من المفترض أن يحضر الشريف حفلة على شرف الفيلم نظمتها السفارة المصرية لكنه رفض أن يجمعه مكان واحد مع مخرج الفيلم أحمد ماهر، ورغم محاولات السفير المصرى فى إيطاليا أشرف راشد تهدئة الأجواء ومحاولة إقناعه بالذهاب إلى الحفل وفتح حوار بين أحمد ماهر وعمر الشريف، فإن الأخير أصر على موقفه، واصفاً الفيلم بأنه الأسوأ فى مشواره الفنى وقال: «ده مش فيلم أصلاً»، واحتد على المخرج أمام الجميع وشتمه وشتم الفيلم، ومن فريق العمل الذى أعلن غضبه الكامل من الفيلم الموسيقار فتحى سلامة الذى وضع الموسيقى التصويرية، حيث أكد أن الحذف الذى تم من الفيلم أثناء المونتاج أخل بسياق الموسيقى التى وضعها، نفس الحال بالنسبة لمهندس الديكور أنسى أبوسيف، الذى لم يرضه المستوى الفنى للعمل ككل.

وفى العرض الذى أقيم لمراسلى الصحف اليومية من جميع أنحاء العالم قبل العرض الرسمى بيوم كامل، اصطفت الطوابير وازدحم المكان المخصص للوقوف أمام دار العرض والجميع يتوقع فيلما مليئا بالمفاجآت الفنية، خصوصا أنه يحمل اسم عمر الشريف، كما أن السينما المصرية من خلال فيلمى «احكى يا شهرزاد» الذى عرض خارج المسابقة الرسمية، و«واحد صفر» المشارك فى مسابقة آفاق حققا تفاعلا مع الجمهور والنقاد وكتب معظمهم عن الفيلمين بشكل إيجابى، ولكن بعد دخول قاعة العرض وبداية عرض اللقطات الأولى من المسافر والتى جاءت بحق مبهرة على مستوى الديكور والإضاءة والتصوير والملابس، خصوصا أن أحداثها تدور فى عام 1948، ولكن بعد مرور ثُلث ساعة من الفيلم بدأ مشاهدو العرض من النقاد والصحفيين ينسحبون من القاعة، ومع مرور الوقت انسحب جمهور أكثر وأكثر، وأصيب الحاضرون بخيبة أمل، وجاء مستوى الفيلم خارج كل التوقعات، وعلقت «ديبورا» واحدة من أهم نقاد مجلة فارايتى الأمريكية قائلة: «لم أفهم شيئاً» وشاركها الرأى عدد من النقاد العرب، حيث قال أحدهم «سأعتذر عن عدم الكتابة لأننى لم أفهم شيئاً».

بعد العرض الرسمى واستقبال مايكل مور للوفد المصرى الذى ترأسه دكتور سامح مهران، رئيس أكاديمية الفنون، والفارق كبير بين لحظة دخول الوفد الرسمى ونجوم الفيلم إلى قاعة العرض ولحظة خروجهم، حيث لم يكن أحد منهم كان قد شاهد الفيلم على الإطلاق إلا مخرجه أحمد ماهر، وخرجوا لا يتحدث أحد إلى الآخر، إلا النجم عمر الشريف حيث خرج ثائرا ومنفعلا بشدة وقال بصوت مرتفع «هو ده فيلم.. أنا دمى بيغلى.. إيه البطء ده وإيه الحركة دى».

واتجه الشريف إلى فندق «إكسلسيور» مقر إقامته، وهناك التقطته إحدى كاميرات الفضائيات المصرية فصرخ الشريف عند سؤاله عن رأيه فى الفيلم وقال «وحش».
وفى الوقت الذى أكد فيه النجم عمر الشريف لـ«اليوم السابع» أن السينما كل حياته، قال: «لا أفهم ما الذى حدث، فأنا لم أصدق إيقاع الفيلم وبطء الحركة، خصوصاً فى الجزأين الأول والثانى، فهناك حالة تصيب المتفرج بالنوم الكامل».

وبنفس حالة الغضب قال: «أنا على لحم بطنى من الصبح، ولم آكل شيئاً، وأجلت الأكل والشرب إلى ما بعد مشاهدتى للفيلم، لأننى تصورته أنه سيفاجئنى وأننى سأشاهد فيلماً مصرياً عالمياً حصل على فرصة متميزة فى الإمكانيات الإنتاجية وفى التواجد بواحد من أهم المهرجانات السينمائية فى العالم، ولكن للأسف شعرت بخيبة أمل، بجد راسى بتغلى ومش مصدق».

وأضاف الشريف أنه إذا كان الفيلم يعرض فى مصر فقط لم يكن ليشعر بكل هذا الغضب ولكنه يعرض فى مهرجان سينمائى عريق وكبير وله تاريخه، وبحضور كبار النقاد من مختلف الصحف والمجلات العالمية ويشاهده أيضاً نجوم كبار من دول عديدة أوروبية وأمريكية وآسيوية.. وتلك هى الكارثة من وجهة نظره لأننا بعد أن كنا نحتفى بمشاركة 3 أفلام من السينما المصرية فى فينسيا، نشعر الآن بالخزى لأن مستوى الفيلم سيئ جداً.

أنا زعلان.. زعلان بجد، لأننا كنا نعتقد أننا مشينا خطوة للأمام بهذه التجربة، لكن الحقيقة أننا عدنا 3 خطوات إلى الخلف، وكنت أرفض المشاركة بالفيلم فى البداية، ولكن شجعنى على التجربة وزير الثقافة المصرى فاروق حسنى وعدد من المقربين لى الذين وجدوا أن السيناريو متميز، ورغم كل الانتقادات التى وجهت إلى فيلم المسافر والظلم الذى وقع على خالد النبوى بطل الفيلم خصوصا أن اسمه لم يرد فى الأفيشات التى تصدرها فقط النجم عمر الشريف وسيرين عبدالنور، فإن خالد رفع شعار «مش هينفع أقف ضد فيلمى حتى لو مش عاجبنى».

وتحدث بصراحة عن كل الانتقادات التى وجهت للفيلم قائلا: «هناك أذواق مختلفة ومن حق أى أحد أن يتفق أو يختلف مع الفيلم والدليل على ذلك الانتقادات التى تعرض لها فيلم نيكولاس كيدج «هرتيزيل»، وفيلم «تيرناتور» والذى خصصت له أكبر ميزانية أعدت لفيلم فى السينما الأوروبية».

كما أوضح خالد أنه كممثل فى الفيلم ليس مسؤلاً عنه لأن المسئولية تقع على المخرج، مؤكداً أنه كممثل يقدم دوره فى إطار وجهة نظر المخرج، وكل ما عليه القيام به أثناء التصوير هو مناقشته، وإذا لم يقتنع برأيه فعليه العمل أو الانسحاب فوراً، ويؤكد: لكن بما أننى قبلت بالعمل معه فعلى الالتزام بذلك لأن كل ما فى الفيلم من إيقاع ومونتاج ومشاهد هى وجهة نظره، وأنا كممثل أرى مثلاً أن هناك العديد من المشاهد التى حذفت أثرت على الفيلم.
أما عن العديد من الانتقادات التى وجهت لشكل تنفيذ الفيلم وعدم تفاعل الجمهور معه، فأكد النبوى أن هناك لحظات صمت طويلة بالفعل فى الفيلم، ولو كانت هناك لقطات قريبة للكاميرا من وجهه لظهرت الأحاسيس الصامتة، ولكنه يعود ليؤكد أنها رؤية مخرج ويحكمنا فى المهنة أن نحترم تلك الرؤية، وأن نساند تلك السلعة والتى من الضرورى أن تروج، فالفيلم اشترته شركة فرنسية أحبت هذا النوع ولكنى سأطرح تساؤلاً: هل يصح أن أقف ضد فيلمى؟ الإجابة أننى لن أقف ضده.

ورغم أن معظم الآراء التى تناولت الفيلم كانت سلبية، فإن مخرج العمل أحمد ماهر نفي عن نفسه صفة الغرور وقال إنها حالة جدل، وقال إنه سعيد بحالة الانقسام حول فيلمه، واعتبره فخراً له أن ينقسم الناس حول الفيلم، لأن الناس يصعب أن تتفق على شىء، وأضاف: منذ البداية وأنا أعلم ما سيحدث خاصة أن الفيلم مختلف وتلك الحالة ستحدث فى كل مكان، لأننى مؤمن بأن الأفلام صنعت لكى تثير الجدل.

اما عن اختياره أفيشات الفيلم فأكد أحمد أننا فى مصر -لأسباب توزيعية وتجارية- نلجأ إلى أفيشات ذات تصميم جذاب أو إظهار كل أبطال العمل أو اختيار لقطة مثيرة داخل الفيلم، مضيفاً: أنا لم اختر عمر الشريف لأنه معروف عالمياً أو سيرين لأنها أهم من ممثلى الفيلم، ولكننى اخترت الفكرة البصرية الأقرب لروح الفيلم ومفهومه، وأعتقد أن الأفيش الذى سيتم التركيز عليه هو أفيش عمر الشريف لأنه الأقرب حتى بالنسبة لى، خاصة أننى لن أقدم إعلاناً عن الممثلين.

وقال ماهر: «عمر الشريف ليس غاضبا من الفيلم ولم يوجه لى أى إساءة، والدليل على ذلك أنه خلال 3 أيام كنا نسجل سوياً فى كل القنوات الفضائية وأنه دعّم الفيلم بكل المقاييس وأنه من الممكن أن نفهم خطأ غضب عمر كممثل من الانتظار فترة طويلة حتى ظهوره فى الجزء الأخير من الفيلم».

لمعلوماتك....
25 فيلما شاركت فى المسابقة الرسمية لمهرجان فينسيا