بسم الله الرحمن الرحيم
انني اشعر بأن صلاتي او تسبيحي او دعائي او اي عمل خير اقوم به بأنه رياء

او للحصول على مصلحة او مال وغيرها وليس للتوبة والتقرب من الله

ارجو مساعدتي والله يحفظكم


لحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد



فلقد أخبر الله عن عداوة الشيطان لنا بأوضح كلام , وأجل خطاب وأفصحه , فقال " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا .."

فعلى العبد أن يأخذ حذره من هذه العداوة من باب قوله تعالى " خذوا حذركم " وللشيطان طرق في تحقيق هذه العداوة لبني آدم ,

فيبدأ أولاً في إغوائهم , والسعي في إضلالهم وإبعادهم عن سواء السبيل , فإذا ظفر بهذا فرح وظن أنه نجح .



أما إذا رأى من العبد اقبال على الطاعة , وللزوم للسنة دخل عليه من أبواب متنوعة لصده عن هذا الطريق المبارك ,

فمن ذلك أن يوسوس له أن عمله رياء وسمعة , وإرادة مديح الناس وثنائهم , حتى يثبطه عن هذا السبيل , ولا يزال به حتى ربما ترك العبد الطاعة لعدم الفقه هنا , ولشدة تلبيسه عليه ,فيبقى العبد إما أن يعمل مجتهداً في طاعة ربه , أو يترك العمل استجابة لهذه الوسواس ,

ولاشك أنك إن تركت العمل ابتداءً عرضت نفسك للعقوبة ,
فما عليك إذاً إلا العمل مجتهداً في إخلاصه وعدم الالتفات لهذه الوساوس






ولعلي أضع بين يديك أموراً تعينك على الإخلاص :

ا

ولا :تذكر عظمة الله عز وجل واطلاعه على العباد

فأنت تعبد إلاهاً كريماً عظيماً خلق الخلق وأحصاهم عددا , وكلهم آتيه يوم القيامة فردا , محيطاً بهم , عليماً بسرائرهم , فمن تذكر هذا واستقر في القلب ,راقب الله في كل عمل من أعماله , وعلم أنه لا يخرج من سلطان الله وإحاطته , وأيقن ان الله لايخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء







ثانيا ً: تذكر شئوم الرياء على صاحبه

جاء في الحديث الصحيح يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَرَجُلٌ يَقْتَتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي قَالَ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ قَالَ كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلَانًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ قَالَ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ قَالَ كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلانٌ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ فِي مَاذَا قُتِلْتَ فَيَقُولُ أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلانٌ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رُكْبَتِي فَقَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تُسَعَّرُ بِهِمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". رواه الترمذي ( 2382 ) وحسّنه ، وصححه ابن حبان ( 408 ) ، وابن خزيمة ( 2482 ) .





فمن قرأ هذا الحديث بعين قلبه استحضر حاجته للإخلاص , وعظيم فقره إليه , فأخلص العمل .







ثالثاً : مجاهدة النفس :

لابد لكل عامل أن يجاهد نفسه على الإخلاص , وأن يعلم ان لاسبيل للنجاة إلا به , قال تعالى " يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم "

والقلب السليم : هو المتجرد لله تعالى في كل عمل , السالم من كل أتواع الشرك , وهذا أمر لايُوصل إليه إلا بالمجاهدة والتعب والنصب في جنب الله تعالى .






رابعاً : تذكر ضعف الناس
فالخلق كلهم فقراء الى الله ,محاويج لفضله ورحمته وتأمل معي كيف ذكر الله حال هؤلاء المعبودات من دون الله وأنهم في حاجة لربهم , فكيف تُصرف العبادات لهم فقال " أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم يقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا"

فمن علم بحاجتهم لم يلتفت لهم , وأيقن أنهم لا يستحقون صرف شيئاً من العبادات





فاستعن بربك واجتهد في العمل الصالح ولاتلتفت لهذه الوساوس , واتبع ما ذُكر مما يعينك على الإخلاص

وفقك الله لكل خير وختم لنا ولكم بخير